لا تُفنِ وقتك.. فحياتك أولى

في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث وتتزاحم الطلبات، يقع كثيرون في فخ التضحية المفرطة، فيقدّمون مهام الآخرين على أنفسهم، ويؤجّلون أولوياتهم الشخصية بدافع حسن النية أو الخوف من أن يُوصموا بالأنانية. وهكذا يمضي اليوم، وهم مرهقون، خائبون، وأهدافهم معلّقة.

 

قد يبدو جميلًا أن تكون نافعًا للناس، لكن الأجمل أن تكون عادلًا مع نفسك. فالزمن لا يعود، والفرص لا تنتظر، ومن الخطأ أن تجعل من نفسك ممرًا للجميع دون أن تسلك الطريق الذي خُلق لأجلك. ليست البطولة في أن تُرضي الجميع، بل في أن تُحسن إدارة ذاتك ووقتك دون أن تُفرّط في نفسك.

 

كثيرٌ من الناس وقعوا في فخ “العطاء غير المنضبط”، فتأخروا في إنجاز أحلامهم، وخسروا طاقاتهم، لأنهم قدّموا الآخرين عليهم مرارًا. وكم من أم أرهقها تلبية رغبات الجميع فأهملت صحتها، وكم من موظف تحمّل أعباء غيره فضاعت ترقيته، وكم من طالبة ساعدت غيرها على حساب وقتها ففقدت تركيزها في اختبارها.

 

الخطأ ليس في المساعدة، بل في تقديمها على حساب نفسك. التوازن هو السر. لا بأس أن تعين الآخرين، لكن بعد أن تُنجز ما عليك. لا بأس أن تعتذر عن طلبٍ إن لم يكن وقته مناسبًا. بل إن قول “لا” أحيانًا، هو من أعظم صور احترام الذات.

 

> “الوقت هو الشيء الوحيد الذي لا يمكنك شراؤه، ومع ذلك هو أكثر ما يُهدره الناس.”
— ألبرت أينشتاين

 

فلا تُفْنِ وقتك لأجل الآخرين، ثم تتساءل لماذا تأخرت؟ ولماذا يتقدم غيرك وأنت في مكانك؟
الجواب: لأنك أخّرت ذاتك، وقدّمت الجميع عليك.

 

ابدأ اليوم… رتب أولوياتك، لا تؤجل ما يخصك، وإن وُجد وقت فائض، فاجعله عطاءً اختياريًا لا عبئًا مستمرًا.

 

> “وقتك لا يُعوّض… فاحمه، وقدّم ذاتك أولاً دون شعورٍ بالذنب.”

Loading

الكاتب: سلوى بنت راشد الجهني