المدونة

وميض القلم 🖊️

حوافر الشّعر

الشّعر “قول موزون مقفّى دلّ على معنى”([1]). والقافية عمود ثابت من أعمدة الشّعر؛ فالبيت يبنى على الوزن، والقافية تُوازن بنيتَه، ويعدّ الوزن محورًا أفقيًّا للقصيدة، عليه مدار ألفاظها ومعانيها، أمّا القافية فهي محورها الرأسيّ، وبتركها يختلّ بناء الشّعر؛ لشدة اقتضاء البيت لها، وائتلافها مع عناصره بطرائق شتى. والقوافي حوافر الشّعر: أي: عليها جريانه واطّراده، وهي مواقفه، فإن صحّت، استقامت جريته، وحسنت مواقفه ونهاياته. وذلك حسب تفسير حازم القرطاجنّي. والحوافر في الأصل للخيل، وهي: ما يقابل القدم عند الإنسان، وفيها قوة وصلابة، وترسم أثرًا عميقًا لسير الخيل، وأُثبتت للشعر على سبيل الاستعارة المكنية، وفي ذلك إشارة إلى ما ينبغي أن يكون عليه البيت من

Loading

أكمل القراءة

الترقي الفكري وتحولاته المعرفية

الترقي الفكري وتحولاته المعرفية من الأمور الاعتيادية في الترقي المعرفي التي درج عليه الباحث وهو يمتد في أفق المعرفة العريض، اتساع الرؤية الفكرية لديه واحتذاء المنهج القويم الذي محصته الخبرة واستوثقت أركانه ومآلاته حصافة السنين، فتجد الباحث قد أستوفى الأصول المعرفية في الفرع العلمي التخصصي وأطاف في مسائله وعرف مضايقه و استحكم عرى أبوابه وفصوله ، وهنا يبلغ العالم مرحلة النضج والاستواء المعرفي الذي يعقبه مرحلة الاجتهاد و جني والحصاد، فيضيف لبنته المرجوة في تشيد صرح هذا العلم وبنائه ليتمكن من مسايرة ومواكبة مستجدات الحياة ومقتضياتها وحيثياتها المعرفية ، ومن هنا يمكن تدوين مسيرة هذا العالم/ الباحث في سجل التاريخ الحافل بالمنجز والابتكار.

Loading

أكمل القراءة

تأمّلات .. بين الكون والحياة .

أتأمل القمر جمالا ونورا منذ إطلالة هلاله حتى اكتماله . أتأمل ساعة الكون التي سخرها الله لسكان الأرض ليعلموا عدد السنين والحساب، وفي كل ليلة أتأمل هذه الآية العظيمة تمتلكني الدهشة ذاتها ثم يستوقفني تسارع الزمان وكيف تتسرب من بين أصابعنا أيامه ولياليه لا سيما لحظاته الجميلة . “وعيشا كأني كنت أقطعه وثبا“ ذلك الأمس نقف طويلا على عتباته متحسرين على فواته، والزمن لا يتوقف يمضي ليعمق تلك الهوة بيننا، ولكن ألم يكن الأمس هو يومنا الذي نحن فيه ؟! ويومنا الذي نحن فيه الآن هو  مفتاح لباب الغد . ألا ترى أن يومنا هذا هو حاضرنا المتحكم في الماضي والمستقبل ، (

Loading

أكمل القراءة

اللغة عنوان ثقافة المرء

اللغة مرآة المجتمعات ولسانها الناطق باسمها ومبادئها وحضارتها، فإن لكل لغة حضارة، ولكل حضارة قيم ومبادئ وعادات وتقاليد تحافظ عليها وتسمو بها، وتعكس قيمها التاريخية وأخلاقها الإنسانية. ونجد أن اللغة العربية هي لغة الوحي ولغة القرآن الكريم، وهي اللسان الناطق بحضارة الإسلام وقيم الإنسان العربي ومروءته وشهامته وكرمه إلخ.. ألا يرى الناظر أن الشعر العربي جاء حافلا بمجموعة من الأخلاق والقيم والشيم العربية الأصيلة التي هي من صميم صفات العرب، ومن معدن الرسالة الكريمة، فإن لكل لغة خصائصها التي تتميز بها عن غيرها، وبما أن لغتنا العربية هي لغة القرآن الكريم فهي تحتل قيمة كبرى عند كل إنسان مسلم، وفي وجدان الإنسان العربي،

Loading

أكمل القراءة

القرآن مداد البيان

العقلُ وعاءٌ، واللسانُ مِغرفتُه. والعقل مَلِكٌ مُدبِّرٌ، واللسانُ رسولُه وتَرجمانُه. فما حُشِيَ العقلُ بشيءٍ إلا وفَلَتاتُ اللسانِ تُظهِرُه، ولا قَصَد مَقصدًا إلا وتَصاريفُ الكلامِ تُبيِّنُه. ألا ترى المجنونَ والنائمَ والرضيعَ والحيوانَ كيف -إذ حُجِبَت عقولُهم- تنطلقُ ألسنتُهم بما لا يُعقَل؟ وألا ترى العقلاءَ تتفاضلُ أحاديثُهم بتفاضلِ عقولِهم؟ أَوَلا يُعرَف بفضلِ كلامٍ على كلامٍ فضلُ عقلٍ على عقلٍ؟ وأنت إذا رأيتَ الطفلَ يتكلمُ بكلامِ الكبارِ عرفتَ أنه لم يُلهَم إلهامًا ولم يُولَد تامَّ الآلةِ، وإنما أُفرِغَ في عقلِه ما يُلائم ما سمعتَ من كلامِه، لا ما يُلائم سِنَّه وعادةَ أترابِه. وكذلك الكبيرُ يتكلمُ بكلامِ الصغارِ فتعرفُ أنه سَدَّ بابَ عقلِه، أو فَتَح عليه ما

Loading

أكمل القراءة

الشَّغف برمضان ..

الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم ومن والاه. أما بعد:  فالشَّغَفُ في كلام العرب يُطلق على شدّة الحب والتعلّق بالشيء حتى يبلغ شَغاف القلب، أي: غلافه أو باطنه. جاء في معاجم اللغة وكتب التعريفات: الشَّغَفُ: هو إحراق الحبّ القلبَ حتى يبلغ شَغافَه، وهو غلافه. ويقال: شَغِفَ به إذا أحبّه حبًّا شديدًا، كما ورد في القرآن الكريم في وصف حبّ امرأة العزيز ليوسف عليه السلام:(قد شغفها حباً) [يوسف:30]، أي: بلغ حبّه شَغاف قلبها. وفي علم النفس يُعرّف الشغف على أنه: دافعٌ داخلي قوي يُحفّز الشخصَ للانخراط في نشاط مُعيّن بحماس واستمتاع، مما يجعله يستثمر فيه وقتًا وجهدًا. فإذا تقرّر

Loading

أكمل القراءة