وميض القلم 🖊️
التفكير والتواصل في عصر العقول الرقمية.. كيف نبني إنسانًا أكثر وعيًا؟
لم تعد العلاقات الإنسانية في هذا العصر المُعَوْلَم تدار ضمن حدود ضيقة وأنماط مألوفة، بل انفتحت على أبعاد متعددة من الزمان والمكان؛ بفضل الطفرة الهائلة في التقانة، ووسائل الاتصال الرقمية، وقد أحدث هذا الانفتاح غير المسبوق – رغم غناه وفرصه – إرباكا وجوديا في علاقة الإنسان بذاته والآخر، إذ لم يعد الحوار الفعّال مجرد تبادل لغوي، بل غدا يتطلب مهارات في التفكير واللغة والأساليب والأدوات تستند إلى وعي عميق وتحليل دقيق. يسعى هذا المقال إلى تحفيز الذهن وإشعال شرارة الإدراك بهذا الإشكال، مما يفرض علينا إعادة النظر في مهارتي التفكير والتواصل، بوصفهما من الركائز الأساسية لصناعة إنسان قادر على الفهم والتأثير والبناء. بعد
![]()
![]()
إمكانية الوصف على طريقة العرب في ما استجد من معاني العصر
حظي الشعر عند العرب بعناية بالغة وخصوصية له تسامت في أنفسهم ولمّا لمسوا من انتشار شعاعه ولصوقه في الأذهان وسيره مع الركبان وليطه في حبات القلوب اودعوه علومهم وأخلاقهم وآدابهم ، فبدأ كما هو حال البدء فما زالوا به يثقّفون زيغ كعوبه وما غمز من متونه حتى أضحى مؤطرا بأسس وقواعد سرت في نحائزهم واستحكمت بها سلائقهم لايندّون عنها مهما اختلفت أغراضهم وتشعبت مراميهم فجاء بعدُ لسانا ناطقا بحالهم وواقعهم . والناظر في زماننا يجد اختلافا في ما تعاطوا من أجله الشعر فلم تعد المعاني المعبرة عن أغراضهم في زمانهم كالتي في حاضرنا ، بل نجمت ثمّت معاني مبتدعة في سماء العصر يحسن
![]()
![]()
الأبعاد النفسية في رواية السمان والخريف لنجيب محفوظ
الأبعاد النفسية في رواية السمان والخريف لنجيب محفوظ .. ( 1 ) إن أشد ما يمكن أن يلاقيه الإنسان في هذه الحياة أن تنتقل الاضطرابات والصراعات الكائنة في أرض الواقع إلى داخل نفسه؛ فيغدو صدره مسرحاً لهذه الصراعات، مسرحاً متكاملاً بشخصياته وأحداثه؛ فبدل أن يحيى الإنسان شخصية واحدة إذا به يعيش شخصيات متعددة بل ومتناقضة، وبدل أن يعيش واقعاً وزمناً واحداً إذا به يعيش في أكثر من واقع وأكثر من زمن؛ لأن الاضطرابات إذا تمكنت من النفس فإنها تدفع الإنسان للهروب إلى خياله إما إلى المستقبل بأحلامه وأوهامه أو يرجع إلى الماضي بذكرياته وأشجانه. وإن كان من الطبيعي مع نمو المرء وتقدمه في
![]()
![]()
ما للعِيس في سيرها تعدو؟
ما للعِيس في سيرها تعدو؟ من أكثر المشاهد أثراً في كتب التاريخ والرحلات الحجازية المقاطع التي تحدثنا عن تلك اللحظة التي تسبق الدخول إلى مكة والمدينة. ليست القلوب وحدها تهفو إلى لقاء تلك البقاع المباركة، بل يشارك الإنسانَ راحلتُه التي سرعان ما تنفض عنها غبار الجهد والعناء، فتصبحَ نشيطة تجد في خطوها شوقا إلى تلك الديار. وهذا أمر مشاهد يعرفه من جربه فعندما يسافر أحدنا سفراً بعيد الشقة، ثم يعود وهو لم يرَ أهله وأصدقاءه منذ زمن تتسارع نبضات قلبه كلما اقترب من المكان، ويجد أن المركبة كأنها تشاركه فتسرع معه، على أن الراحلة القديمة كانت ألصق بالإنسان وأعرف بإحساسه. ولقد خلّد لنا
![]()
![]()
(لا جاحظ إلا الجاحظ) !
وجدتني أنطقُ بهذا الجملة وأنا أفكر في كثرة من لُقّب بالجاحظ، من ابن العميد إلى عبد العزيز البشري، وربما كانا هذين أبعدَ اثنين من الجاحظ، أبعدَ من أبي حيّان التوحيدي ومن الرافعي، وما أبعدَ منهما إلا طه حسين وأحمد أمين، بخلاصة العبارة: كلّهم على حدٍّ واحدٍ في البُعد، ثم هم يتفاوتون فيما بعد ذلك الحدّ، فلا صحّة لما يقوله بديع الدين الهمذاني -وهو أحد مقلدي الجاحظ-: “ولكلّ زمنٍ جاحظ”، إلا على سبيل الزعامة الأدبية والريادة الثقافية، ففي هذا المضمار يَسوغ الانضمام إلى حلبة الجاحظ، باعتبار التأثّر به واستلام شارة القيادة، فالحقّ أن كلّ أولئك الأدباء إنما كانوا أشدّ المعجبين بالجاحظ، وأكثرهم انتفاعاً بأدبه!
![]()
![]()
هوى الاستعلاء في مواجهة المرض في الشعر العربي الحديث
الانفعال ردّ فعل عاطفيّ، كثيف في الغالب، يتزامن مع تغيرات نفسيّة أو جسميّة للفرد، ويكون إيجابيًّا أو سلبيًّا؛ فالانفعالات تتفاوت في شدّتها وحدّتها، بين القوة والضّعف، والسّرور والألم، وتصنّف إلى انفعالات سارة كالفرح والحُبّ، وانفعالات غير سارة كالغضب والحزن، مما يدل على أنّ السرور أو الكدر، والتّقبل أو الرّفض، والاقدام أو الاحجام أساسي للانفعال. والأسقام آلام تخللت حياة البّشر، ونزلت ساحة الشّعراء، وكلّ تفاوت في استقبالها؛ لأنّ الألم الجسديّ يؤثر في أحوال النّفس، التي تسجل انفعالات متفاوتة بأساليب مختلفة. فالشّاعر المريض الذي ذاق مرارة الألم؛ يعيش متذبذبًا في انفعالاته، لا يركن إلى الاستقرار إلا ويحاصره القلق، ولا يستكين بالانشراح إلا ويوقظه الحزن، وقد
![]()
![]()