المدونة

وميض القلم 🖊️

في يقظة العقل وخموده

قد يخطر للمرء أنه ما دام يقرأ، فهو حيّ العقل، نشيط الذهن، يقظ الفكر.   ولكنه ينسى أنه ليس كل تفكير يُحسب تفكيرًا، ولا كل استرجاع للمعاني يُعدّ حياةً للعقل؛ فقد يكون الإنسان آلةً تُعيد تشغيل ما أُدخل فيها من قبل، لا تزيد عليه ولا تنقص، إلا بما تقتضيه العادةُ من الاستهلاك والتكرار.   وقد يمرّ بالإنسان زمان، يرى فيه أن تفكيره، الذي كان حادًا نافذًا، قد أصبح خاملًا مترددًا، لا يستقر على غاية، ولا ينتهي إلى نتيجة؛ فيعود بالتهمة على نفسه ويحملها عبء سلوكه الخاطئ في التفكير، وهي من هذه الحال بريئة كل البراءة.   ودعني أخبرك؛ فقد جرّبتُ أن أطالع كتبًا

Loading

أكمل القراءة

الامتنان.. مهارة القلب التي تغيّر الحياة

في زحام الحياة وتسارعها، وفي خضم الضغوط والأحلام المؤجلة، ننسى أن هناك نعمة لا تُشترى، ولا تُعطى، بل تُستخرج من أعماقنا. إنها الامتنان… تلك الطاقة الهادئة التي تُرمم الداخل، وتُعيد ترتيب نظرتنا لما حولنا.   كلمة واحدة، لكنها تُغيّر المزاج، وتُخفف الألم، وتُضيء القلب وسط العتمة: الحمد لله.   ما هو الامتنان؟ الامتنان ليس فقط أن نشكر، بل أن نُبصر، أن نتأمل ما بين أيدينا، أن نتوقف لحظة لنرى ما اعتدنا عليه كأنه جديد… الهواء، القهوة، الضحكة، عافية البدن، والسكينة. هو حالة عقلية وروحية، تُعلّمنا أن نرى النعمة قبل أن نفقدها، وأن نحتضن الحياة رغم تقلباتها. الامتنان لا يعني أن حياتك كاملة، بل

Loading

أكمل القراءة

التفكير والتواصل في عصر العقول الرقمية.. كيف نبني إنسانًا أكثر وعيًا؟

لم تعد العلاقات الإنسانية في هذا العصر المُعَوْلَم تدار ضمن حدود ضيقة وأنماط مألوفة، بل انفتحت على أبعاد متعددة من الزمان والمكان؛ بفضل الطفرة الهائلة في التقانة، ووسائل الاتصال الرقمية، وقد أحدث هذا الانفتاح غير المسبوق – رغم غناه وفرصه – إرباكا وجوديا في علاقة الإنسان بذاته والآخر، إذ لم يعد الحوار الفعّال مجرد تبادل لغوي، بل غدا يتطلب مهارات في التفكير واللغة والأساليب والأدوات تستند إلى وعي عميق وتحليل دقيق. يسعى هذا المقال إلى تحفيز الذهن وإشعال شرارة الإدراك بهذا الإشكال، مما يفرض علينا إعادة النظر في مهارتي التفكير والتواصل، بوصفهما من الركائز الأساسية لصناعة إنسان قادر على الفهم والتأثير والبناء. بعد

Loading

أكمل القراءة

إمكانية الوصف على طريقة العرب في ما استجد من معاني العصر

حظي الشعر عند العرب بعناية بالغة وخصوصية له تسامت في أنفسهم ولمّا لمسوا من انتشار شعاعه ولصوقه في الأذهان وسيره مع الركبان وليطه في حبات القلوب اودعوه علومهم وأخلاقهم وآدابهم ، فبدأ كما هو حال البدء فما زالوا به يثقّفون زيغ كعوبه وما غمز من متونه حتى أضحى مؤطرا بأسس وقواعد سرت في نحائزهم واستحكمت بها سلائقهم لايندّون عنها مهما اختلفت أغراضهم وتشعبت مراميهم فجاء بعدُ لسانا ناطقا بحالهم وواقعهم . والناظر في زماننا يجد اختلافا في ما تعاطوا من أجله الشعر فلم تعد المعاني المعبرة عن أغراضهم في زمانهم كالتي في حاضرنا ، بل نجمت ثمّت معاني مبتدعة في سماء العصر يحسن

Loading

أكمل القراءة

الأبعاد النفسية في رواية السمان والخريف لنجيب محفوظ

الأبعاد النفسية في رواية السمان والخريف لنجيب محفوظ .. ( 1 ) إن أشد ما يمكن أن يلاقيه الإنسان في هذه الحياة أن تنتقل الاضطرابات والصراعات الكائنة في أرض الواقع إلى داخل نفسه؛ فيغدو صدره مسرحاً لهذه الصراعات، مسرحاً متكاملاً بشخصياته وأحداثه؛ فبدل أن يحيى الإنسان شخصية واحدة إذا به يعيش شخصيات متعددة بل ومتناقضة، وبدل أن يعيش واقعاً وزمناً واحداً إذا به يعيش في أكثر من واقع وأكثر من زمن؛ لأن الاضطرابات إذا تمكنت من النفس فإنها تدفع الإنسان للهروب إلى خياله إما إلى المستقبل بأحلامه وأوهامه أو يرجع إلى الماضي بذكرياته وأشجانه. وإن كان من الطبيعي مع نمو المرء وتقدمه في

Loading

أكمل القراءة

ما للعِيس في سيرها تعدو؟

ما للعِيس في سيرها تعدو؟ من أكثر المشاهد أثراً في كتب التاريخ والرحلات الحجازية المقاطع التي تحدثنا عن تلك اللحظة التي تسبق الدخول إلى مكة والمدينة. ليست القلوب وحدها تهفو إلى لقاء تلك البقاع المباركة، بل يشارك الإنسانَ راحلتُه التي سرعان ما تنفض عنها غبار الجهد والعناء، فتصبحَ نشيطة تجد في خطوها شوقا إلى تلك الديار. وهذا أمر مشاهد يعرفه من جربه فعندما يسافر أحدنا سفراً بعيد الشقة، ثم يعود وهو لم يرَ أهله وأصدقاءه منذ زمن تتسارع نبضات قلبه كلما اقترب من المكان، ويجد أن المركبة كأنها تشاركه فتسرع معه، على أن الراحلة القديمة كانت ألصق بالإنسان وأعرف بإحساسه. ولقد خلّد لنا

Loading

أكمل القراءة