وميض القلم 🖊️
خطرات من قراءة كتاب الخصائص ورصد شيءٍ من خصوصية ابن جني في خصائصه
احلولك ما بيني وبين القلم بعد ودّ مبسوط ووشجية متّصلة واستبد بي الفتور وأقعدني عن الكتابة فأصبحت استثقل حمله وجريه ، فلولا من تحوطني رعايته وتهديني منارته وهو شيخي وأستاذي ” مقبل الدعدي ” وحثّه إياي على الكتابة وقوله لي متمثلا بمثل عامي ( أكمل لحية أبوك ) أي واصل ما ابتدأت به من أمر كتابة المقالات لما تجشمتُ الكتابة ولا لطخت يدي بالمداد ، لأني إذا تغلّبتُ على الفتور طلبني الشتات غرضا له ،وإذا رغبتُ في الكتابة استوحشتْ الفكرةُ عني وتوارتْ في فلاة لايُهتدى بمنارها. فلما اعتزمت الكتابة بعد لأيٍ زامنَ أن شارفت على انتهاء قراءة كتاب ما ناسبَ جعل رحى هذه
![]()
![]()
القدرات: حلم مؤجل خلف أسوار الجامعة.. هل تُنصف اختبارات القدرات أبناءنا؟
بعد 12 عامًا من الجد والاجتهاد، وسهر أسر كاملة على متابعة أبنائها، يصل الطالب إلى المرحلة الأخيرة من التعليم العام محمّلًا بالأحلام. يتخيل مقعده الجامعي، مساره المستقبلي، وخطواته نحو تحقيق ذاته. لكن هذا الحلم كثيرًا ما يتعثر عند بوابة اختبار القدرات، فيتحول من جسر للجامعة إلى عقبة نفسية واجتماعية. فهل من الإنصاف أن يُختزل مستقبل الطالب في اختبار قصير، لا يراعي ظروفه الفردية ولا بيئته الاجتماعية؟ مأساة صامتة يعيشها الطلاب والأسر نفسيًا: أظهرت دراسة لجامعة الملك سعود (2022) أن أكثر من 60% من طلاب المرحلة الثانوية يعانون من قلق واكتئاب بسبب ضغوط الاختبارات المعيارية. اجتماعيًا: الفوارق الطبقية واضحة؛ بعض الأسر تنفق آلاف
![]()
![]()
التطوع والمفاهيم المغلوطة: متى يكون المتطوع من المحسنين؟
يُعَدُّ العمل التطوعي في المجتمعات الإنسانية خيطًا ذهبيًا يربط بين أفرادها، ويعزز مجموعة من المبادئ العالية من البذل والتكافل والرحمة، فهو تجسيدٌ للقيم الإنسانية الرفيعة، وترجمةٌ عمليةٌ للإيثار والعطاء، ولكن قد تشوّه هذه الصورة النبيلة والجميلة بعضُ الممارسات الفردية المبنيّة على فهم خاطئ، واعتقاد غير رشيد، هذا الفهم – من وجهة نظري- من أهم أسباب القصور في العمل، وهو الاحتجاج بالتفضّل، فالعمل ما دام تطوعًا، أي بلا مقابل مادي، فإنه يقبل التهاون والتسويف، ويُعفَى صاحبه من مسؤولية الإتقان والجودة، ويَستدل بعضُ هؤلاء عند مواجهتهم، ومحاسبتهم على تقصيرهم بقوله تعالى: ﴿مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ﴾، فمجرد انخراطهم في العمل دون مقابل يضعهم- وفق اعتقادهم-
![]()
![]()
التعالم: تأملات في آفة العصر وسبل مواجهتها
التعالم داء خطير وبلاء مستطير ابتليت به الأمة على تعاقب أجيالها وتطاول قرونها، وهو في حقيقته ادعاء الشخص العلم والخبرة دون امتلاك أسسهما الحقيقية، مع التطلع لنيل منزلة أهل الاختصاص بين الناس. ولقد تفاقمت هذه الآفة في عصرنا بسبب تسارع المعلومات وانتشار وسائل التواصل، حتى صارت من أعظم التحديات التي تواجه البناء المعرفي للأمة. التأصيل الشرعي لخطورة التعالم لقد حذر الله تبارك وتعالى من جوهر هذه الآفة في محكم تنزيله، فقال عز من قائل: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا
![]()
![]()
الله في الجريمة والعقاب
لا يدع الأديبُ الكبيرُ قارءَه إلا بعد أن يجعل الإعجاب قسمةً بين شعوره وعقله؛ فمن جهة الشعور تلك الإشارات التي يمررها للبواعث النفسية الخفية لدى أبطال الرواية، ومن جهة العقل تلك المعاني العظيمة والأفكار الجليلة التي يبثها في حواراتهم، وبمجموع هذين يكون الإعجاب بالعمل الأدبي. ولا يسبق إلى الذهن اذا ما نحن ذكرنا العظماء في الأدب إلا دوستويفيسكي وأمثال دوستويفيسكي، ولا يَرِدُ على الخاطرِ اذا ما نحن ذكرنا العظمةَ في الروايات إلا الجريمةُ والعقاب وأمثالُ الجريمةِ والعقاب. ونميل إلى مناحي هذه الرواية لنرى كيف يشرِّحُ هذا الأديب أبطاله ويصف أحوالهم الباطنية وبواعثهم النفسية وجوعتهم الروحية التي تتحرك في ضمائرهم من باعث الفطرة البشرية.
![]()
![]()
التنظير تطبيقاً
قيل للصاحب بن عباد: ما أحسن السجع؟ قال: ما خفّ على السمع، قيل: مثل ماذا؟ قال: مثل هذا! هذه طريقة طريفة في الإفادة، يمتزج فيه التنظير بالتطبيق، ولذا أحسب أنها أسلوب تعليمي لا يُعلى عليه في سرعة استجابة المتعلم له، واستيعابه لمضمونه، وثباته في ذاكرته، وما استجمع كل هذه المزايا إلا لما فيه من مفاجأة المتلقي وبراعة المتكلم وإيجاز الطريقة، وغالباً ما يأتي عفوَ الخاطر، لا يتقصده المتكلم إلا بعد أن يُصادفه دون سابق مواعدة، فيعطيه مقادته دون ممانعة. وهي طريقة لا يفطن لها ولا يقدر عليها إلا الحُذّاق الأفذاذ، ممن تعيش الأفكار في عقولهم فيأنسون بها وتأنس بهم، فتطاوعهم متى ما
![]()
![]()