وميض القلم 🖊️
(لا جاحظ إلا الجاحظ) !
وجدتني أنطقُ بهذا الجملة وأنا أفكر في كثرة من لُقّب بالجاحظ، من ابن العميد إلى عبد العزيز البشري، وربما كانا هذين أبعدَ اثنين من الجاحظ، أبعدَ من أبي حيّان التوحيدي ومن الرافعي، وما أبعدَ منهما إلا طه حسين وأحمد أمين، بخلاصة العبارة: كلّهم على حدٍّ واحدٍ في البُعد، ثم هم يتفاوتون فيما بعد ذلك الحدّ، فلا صحّة لما يقوله بديع الدين الهمذاني -وهو أحد مقلدي الجاحظ-: “ولكلّ زمنٍ جاحظ”، إلا على سبيل الزعامة الأدبية والريادة الثقافية، ففي هذا المضمار يَسوغ الانضمام إلى حلبة الجاحظ، باعتبار التأثّر به واستلام شارة القيادة، فالحقّ أن كلّ أولئك الأدباء إنما كانوا أشدّ المعجبين بالجاحظ، وأكثرهم انتفاعاً بأدبه!
هوى الاستعلاء في مواجهة المرض في الشعر العربي الحديث
الانفعال ردّ فعل عاطفيّ، كثيف في الغالب، يتزامن مع تغيرات نفسيّة أو جسميّة للفرد، ويكون إيجابيًّا أو سلبيًّا؛ فالانفعالات تتفاوت في شدّتها وحدّتها، بين القوة والضّعف، والسّرور والألم، وتصنّف إلى انفعالات سارة كالفرح والحُبّ، وانفعالات غير سارة كالغضب والحزن، مما يدل على أنّ السرور أو الكدر، والتّقبل أو الرّفض، والاقدام أو الاحجام أساسي للانفعال. والأسقام آلام تخللت حياة البّشر، ونزلت ساحة الشّعراء، وكلّ تفاوت في استقبالها؛ لأنّ الألم الجسديّ يؤثر في أحوال النّفس، التي تسجل انفعالات متفاوتة بأساليب مختلفة. فالشّاعر المريض الذي ذاق مرارة الألم؛ يعيش متذبذبًا في انفعالاته، لا يركن إلى الاستقرار إلا ويحاصره القلق، ولا يستكين بالانشراح إلا ويوقظه الحزن، وقد
حوافر الشّعر
الشّعر “قول موزون مقفّى دلّ على معنى”([1]). والقافية عمود ثابت من أعمدة الشّعر؛ فالبيت يبنى على الوزن، والقافية تُوازن بنيتَه، ويعدّ الوزن محورًا أفقيًّا للقصيدة، عليه مدار ألفاظها ومعانيها، أمّا القافية فهي محورها الرأسيّ، وبتركها يختلّ بناء الشّعر؛ لشدة اقتضاء البيت لها، وائتلافها مع عناصره بطرائق شتى. والقوافي حوافر الشّعر: أي: عليها جريانه واطّراده، وهي مواقفه، فإن صحّت، استقامت جريته، وحسنت مواقفه ونهاياته. وذلك حسب تفسير حازم القرطاجنّي. والحوافر في الأصل للخيل، وهي: ما يقابل القدم عند الإنسان، وفيها قوة وصلابة، وترسم أثرًا عميقًا لسير الخيل، وأُثبتت للشعر على سبيل الاستعارة المكنية، وفي ذلك إشارة إلى ما ينبغي أن يكون عليه البيت من
الترقي الفكري وتحولاته المعرفية
الترقي الفكري وتحولاته المعرفية من الأمور الاعتيادية في الترقي المعرفي التي درج عليه الباحث وهو يمتد في أفق المعرفة العريض، اتساع الرؤية الفكرية لديه واحتذاء المنهج القويم الذي محصته الخبرة واستوثقت أركانه ومآلاته حصافة السنين، فتجد الباحث قد أستوفى الأصول المعرفية في الفرع العلمي التخصصي وأطاف في مسائله وعرف مضايقه و استحكم عرى أبوابه وفصوله ، وهنا يبلغ العالم مرحلة النضج والاستواء المعرفي الذي يعقبه مرحلة الاجتهاد و جني والحصاد، فيضيف لبنته المرجوة في تشيد صرح هذا العلم وبنائه ليتمكن من مسايرة ومواكبة مستجدات الحياة ومقتضياتها وحيثياتها المعرفية ، ومن هنا يمكن تدوين مسيرة هذا العالم/ الباحث في سجل التاريخ الحافل بالمنجز والابتكار.
تأمّلات .. بين الكون والحياة .
أتأمل القمر جمالا ونورا منذ إطلالة هلاله حتى اكتماله . أتأمل ساعة الكون التي سخرها الله لسكان الأرض ليعلموا عدد السنين والحساب، وفي كل ليلة أتأمل هذه الآية العظيمة تمتلكني الدهشة ذاتها ثم يستوقفني تسارع الزمان وكيف تتسرب من بين أصابعنا أيامه ولياليه لا سيما لحظاته الجميلة . “وعيشا كأني كنت أقطعه وثبا“ ذلك الأمس نقف طويلا على عتباته متحسرين على فواته، والزمن لا يتوقف يمضي ليعمق تلك الهوة بيننا، ولكن ألم يكن الأمس هو يومنا الذي نحن فيه ؟! ويومنا الذي نحن فيه الآن هو مفتاح لباب الغد . ألا ترى أن يومنا هذا هو حاضرنا المتحكم في الماضي والمستقبل ، (
اللغة عنوان ثقافة المرء
اللغة مرآة المجتمعات ولسانها الناطق باسمها ومبادئها وحضارتها، فإن لكل لغة حضارة، ولكل حضارة قيم ومبادئ وعادات وتقاليد تحافظ عليها وتسمو بها، وتعكس قيمها التاريخية وأخلاقها الإنسانية. ونجد أن اللغة العربية هي لغة الوحي ولغة القرآن الكريم، وهي اللسان الناطق بحضارة الإسلام وقيم الإنسان العربي ومروءته وشهامته وكرمه إلخ.. ألا يرى الناظر أن الشعر العربي جاء حافلا بمجموعة من الأخلاق والقيم والشيم العربية الأصيلة التي هي من صميم صفات العرب، ومن معدن الرسالة الكريمة، فإن لكل لغة خصائصها التي تتميز بها عن غيرها، وبما أن لغتنا العربية هي لغة القرآن الكريم فهي تحتل قيمة كبرى عند كل إنسان مسلم، وفي وجدان الإنسان العربي،