اللغة عنوان ثقافة المرء

اللغة مرآة المجتمعات ولسانها الناطق باسمها ومبادئها وحضارتها، فإن لكل لغة حضارة، ولكل حضارة قيم ومبادئ وعادات وتقاليد تحافظ عليها وتسمو بها، وتعكس قيمها التاريخية وأخلاقها الإنسانية.
ونجد أن اللغة العربية هي لغة الوحي ولغة القرآن الكريم، وهي اللسان الناطق بحضارة الإسلام وقيم الإنسان العربي ومروءته وشهامته وكرمه إلخ..

ألا يرى الناظر أن الشعر العربي جاء حافلا بمجموعة من الأخلاق والقيم والشيم العربية الأصيلة التي هي من صميم صفات العرب، ومن معدن الرسالة الكريمة، فإن لكل لغة خصائصها التي تتميز بها عن غيرها، وبما أن لغتنا العربية هي لغة القرآن الكريم فهي تحتل قيمة كبرى عند كل إنسان مسلم، وفي وجدان الإنسان العربي، لذلك ينبغي أن تعكس ثقافة أهلها ومعتقداتهم.

ولكي تكون اللغة بهذا الوصف وتكون بهذه المركزية والأهمية ينبغي لأهلها أن يعتزوا بها وأن يمنحوها اهتماما كبيرا، وأن تكون حاضرة في وعيهم، وأن يجعلوها هويتهم بأن يتكلموا بها ويتواصلوا بها في المواطن التي تتطلب ذلك، وأن يساهم الإنسان المثقف بكتابة أبحاثه ودراساته بها، وكذلك ينبغي عليه أن يعلم الناسُ أولادهم قيمة ورمزية اللغة العربية، وأن يكون عندهم اهتمام بالشعر والأدب العربي، ففي الأدب وحده من القيم والمبادئ العربية ما يغني الباحث الذي يريد الاستزادة في هذا المجال.

إن المتأمل للشعر العربي الفصيح وحده يجد فيه ما يذهل عقل اللبيب، فهو مدرسة أخلاقية قائمة بذاتها، يهذب الأخلاق ويقوي الحجة والبيان، ويزيد الحليم حلما والشجاع شجاعة وذا الأخلاق أخلاقا، ويساهم في بناء شخصية الإنسان العربي الأبي وبناء ثقافة لغوية متينة لديه.

إن اللغة العربية اليوم تواجه تحديات كبيرة تعرض لها، لعل من أهمها إعراض الفئات الشبابية عنها، وتأثير الثقافات الأخرى، وصعوبة تعلم النحو والقواعد العربية، ولعل في فهم هذه المشكلة ومعرفة أسبابها التي أدت إليها، والوقوف عند أسباب العزوف سيجعل الباحث في مجال الدراسات العربية قادرا على إيجاد حلول عملية لمثل هذه المشاكل، ومن الممكن كذلك أن يساهم كل باحث في معرفة طرق محفزة وجديدة في تسهيل عملية تدريس اللغة العربية، وتعزيز القيم والمبادئ التي تعكسها بطرق تجعل الطلاب يتمسكون بها ويدركون عمق قيمتها، ومن المهم كذلك أن ينخرط أصحاب العلم والثقافة في خدمة هذا المجال والتعزيز من مكانة اللغة العربية.

Loading

هاجر ازويشي

تفعيل الإشعارات تفعيل تجاهل