الحبل المتين

العربية حبل الأمة المتين الذي يشد أزرها ويثبت أركانها ويصل حاضرها بماضيها ودينها بدنياها وشريعتها بأهلها
وهي عقدها الثمين الذين يزين صدر عزتها ويحلي جيد أرومتها
ويغلي مهرها لخطابها وحليها لطُلابها
فإذا ما انفصم الحبل وانفرط العقد فلا تسل عن جهل بالقرآن والسنة وإلحاد فيهما وغربة لنصوص الشريعة بين دارسيها ومتخصصيها
فإذا أمهل الشرعي والفقيه والمحدث العربية كان كرجل انجليزي معاصر يفسر شعر شيكسبير أو مصري عصري يحاول فهم رموز حجر (شامبليون )
ساعتئذ فلتبك على تراثنا البواكي ولتنح على فهمنا له النائحات
وهل ضل من ضل من علماء الشريعة إلا لجهله بهذه اللغة
وإذا أهملنا اللغة لقي العربي أخاه -مع اختلاف الأقطار وتنافر اللهجات العامية -فلم يستبن منه مايريد ولم يستوضح منه ما يبغي
فتقطعت بينهم الأسباب وضاقت بهم الأرض لأن كل دولة ستضحي جزيرة معزولة كقبيلة في رأس جبل ترطن بما لايفهمه إلا أهلها

إذا ضعفت العربية -ولاكان ذلك إن شاء الله-دفنت كنوزها وضاعت دررها وخفت صوتها فلا معلقات تستجاد ولا حسان يمدح ولاجرير يهجو ولا شوقي يترنم
وغدت جواهر الجاحظ وابن المقفع والقاضي الفاضل وابن العميد والزيات وشاكر والطنطاوي كطلاسم السحرة وهرطقات الدجالين
أي جريمة ترتكب وأي خطب جلل يحل وأي موت نكتبه بأيدينا إذا أهملنا تلك اللغة
أرأيت إنسانا يذبح نفسه أو شريفا يتبرأ من حسبه أو ثريا يحرق كنزه أو أمة تدفن مجدها
كلا. إن لهذه اللغة رجالا وإن لها علينا لحقا وأفضالا
وصدق شوقي
وقفتم بين موت أو حياة فإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا

Loading

أبوالفضل سيد محمد عبدالعظيم

تفعيل الإشعارات تفعيل تجاهل