المدونة

وميض القلم 🖊️

الترقي الفكري وتحولاته المعرفية

الترقي الفكري وتحولاته المعرفية من الأمور الاعتيادية في الترقي المعرفي التي درج عليه الباحث وهو يمتد في أفق المعرفة العريض، اتساع الرؤية الفكرية لديه واحتذاء المنهج القويم الذي محصته الخبرة واستوثقت أركانه ومآلاته حصافة السنين، فتجد الباحث قد أستوفى الأصول المعرفية في الفرع العلمي التخصصي وأطاف في مسائله وعرف مضايقه و استحكم عرى أبوابه وفصوله ، وهنا يبلغ العالم مرحلة النضج والاستواء المعرفي الذي يعقبه مرحلة الاجتهاد و جني والحصاد، فيضيف لبنته المرجوة في تشيد صرح هذا العلم وبنائه ليتمكن من مسايرة ومواكبة مستجدات الحياة ومقتضياتها وحيثياتها المعرفية ، ومن هنا يمكن تدوين مسيرة هذا العالم/ الباحث في سجل التاريخ الحافل بالمنجز والابتكار.

Loading

أكمل القراءة

تأمّلات .. بين الكون والحياة .

أتأمل القمر جمالا ونورا منذ إطلالة هلاله حتى اكتماله . أتأمل ساعة الكون التي سخرها الله لسكان الأرض ليعلموا عدد السنين والحساب، وفي كل ليلة أتأمل هذه الآية العظيمة تمتلكني الدهشة ذاتها ثم يستوقفني تسارع الزمان وكيف تتسرب من بين أصابعنا أيامه ولياليه لا سيما لحظاته الجميلة . “وعيشا كأني كنت أقطعه وثبا“ ذلك الأمس نقف طويلا على عتباته متحسرين على فواته، والزمن لا يتوقف يمضي ليعمق تلك الهوة بيننا، ولكن ألم يكن الأمس هو يومنا الذي نحن فيه ؟! ويومنا الذي نحن فيه الآن هو  مفتاح لباب الغد . ألا ترى أن يومنا هذا هو حاضرنا المتحكم في الماضي والمستقبل ، (

Loading

أكمل القراءة

اللغة عنوان ثقافة المرء

اللغة مرآة المجتمعات ولسانها الناطق باسمها ومبادئها وحضارتها، فإن لكل لغة حضارة، ولكل حضارة قيم ومبادئ وعادات وتقاليد تحافظ عليها وتسمو بها، وتعكس قيمها التاريخية وأخلاقها الإنسانية. ونجد أن اللغة العربية هي لغة الوحي ولغة القرآن الكريم، وهي اللسان الناطق بحضارة الإسلام وقيم الإنسان العربي ومروءته وشهامته وكرمه إلخ.. ألا يرى الناظر أن الشعر العربي جاء حافلا بمجموعة من الأخلاق والقيم والشيم العربية الأصيلة التي هي من صميم صفات العرب، ومن معدن الرسالة الكريمة، فإن لكل لغة خصائصها التي تتميز بها عن غيرها، وبما أن لغتنا العربية هي لغة القرآن الكريم فهي تحتل قيمة كبرى عند كل إنسان مسلم، وفي وجدان الإنسان العربي،

Loading

أكمل القراءة

القرآن مداد البيان

العقلُ وعاءٌ، واللسانُ مِغرفتُه. والعقل مَلِكٌ مُدبِّرٌ، واللسانُ رسولُه وتَرجمانُه. فما حُشِيَ العقلُ بشيءٍ إلا وفَلَتاتُ اللسانِ تُظهِرُه، ولا قَصَد مَقصدًا إلا وتَصاريفُ الكلامِ تُبيِّنُه. ألا ترى المجنونَ والنائمَ والرضيعَ والحيوانَ كيف -إذ حُجِبَت عقولُهم- تنطلقُ ألسنتُهم بما لا يُعقَل؟ وألا ترى العقلاءَ تتفاضلُ أحاديثُهم بتفاضلِ عقولِهم؟ أَوَلا يُعرَف بفضلِ كلامٍ على كلامٍ فضلُ عقلٍ على عقلٍ؟ وأنت إذا رأيتَ الطفلَ يتكلمُ بكلامِ الكبارِ عرفتَ أنه لم يُلهَم إلهامًا ولم يُولَد تامَّ الآلةِ، وإنما أُفرِغَ في عقلِه ما يُلائم ما سمعتَ من كلامِه، لا ما يُلائم سِنَّه وعادةَ أترابِه. وكذلك الكبيرُ يتكلمُ بكلامِ الصغارِ فتعرفُ أنه سَدَّ بابَ عقلِه، أو فَتَح عليه ما

Loading

أكمل القراءة

الشَّغف برمضان ..

الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم ومن والاه. أما بعد:  فالشَّغَفُ في كلام العرب يُطلق على شدّة الحب والتعلّق بالشيء حتى يبلغ شَغاف القلب، أي: غلافه أو باطنه. جاء في معاجم اللغة وكتب التعريفات: الشَّغَفُ: هو إحراق الحبّ القلبَ حتى يبلغ شَغافَه، وهو غلافه. ويقال: شَغِفَ به إذا أحبّه حبًّا شديدًا، كما ورد في القرآن الكريم في وصف حبّ امرأة العزيز ليوسف عليه السلام:(قد شغفها حباً) [يوسف:30]، أي: بلغ حبّه شَغاف قلبها. وفي علم النفس يُعرّف الشغف على أنه: دافعٌ داخلي قوي يُحفّز الشخصَ للانخراط في نشاط مُعيّن بحماس واستمتاع، مما يجعله يستثمر فيه وقتًا وجهدًا. فإذا تقرّر

Loading

أكمل القراءة

فَثوَى حَوْلاً وسَبَّ العَجَلَهْ

من يتّصل بالبيئة العلمية، ويقترب من الميادين المعرفيّة يدرك التباين بين المنتسبين إليها، والاختلاف بين المنتمين لها في الطبائع والالتزام والاهتمام والمهارات وغيرها، و في مقال سابق تحدثت عن طالب العلم المتعجّل، وهو يمثّل واقع طائفة من المشتغلين بالعلم، وبالأخص في زمنٍ توفّرت فيه المنابر الإعلامية الشخصيّة، وفي هذا المقال نتحدث عن طائفة أخرى لا تقلّ كثرة عن الأولى، وهي طائفة شعارها غير المعلَن (التلكؤ والسير الوئيد) فإن كان الأول متعجّلا لا يدرك خطورة العجلة، متهورًا لا يدري نتيجة فعله، فإنّ الآخر عاتمٌ قد استبدّ به التريث حتى خمد، يراوح مكانه دون أن يبلغ الغاية ويمكن تقسيم هذه الطائفة إلى قسمين: القسم الأول:

Loading

أكمل القراءة