المدونة

وميض القلم 🖊️

التنظير تطبيقاً

قيل للصاحب بن عباد: ما أحسن السجع؟ قال: ما خفّ على السمع، قيل: مثل ماذا؟ قال: مثل هذا! هذه طريقة طريفة في الإفادة، يمتزج فيه التنظير بالتطبيق، ولذا أحسب أنها أسلوب تعليمي لا يُعلى عليه في سرعة استجابة المتعلم له، واستيعابه لمضمونه، وثباته في ذاكرته، وما استجمع كل هذه المزايا إلا لما فيه من مفاجأة المتلقي وبراعة المتكلم وإيجاز الطريقة، وغالباً ما يأتي عفوَ الخاطر، لا يتقصده المتكلم إلا بعد أن يُصادفه دون سابق مواعدة، فيعطيه مقادته دون ممانعة.   وهي طريقة لا يفطن لها ولا يقدر عليها إلا الحُذّاق الأفذاذ، ممن تعيش الأفكار في عقولهم فيأنسون بها وتأنس بهم، فتطاوعهم متى ما

Loading

أكمل القراءة

لا تُفنِ وقتك.. فحياتك أولى

في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث وتتزاحم الطلبات، يقع كثيرون في فخ التضحية المفرطة، فيقدّمون مهام الآخرين على أنفسهم، ويؤجّلون أولوياتهم الشخصية بدافع حسن النية أو الخوف من أن يُوصموا بالأنانية. وهكذا يمضي اليوم، وهم مرهقون، خائبون، وأهدافهم معلّقة.   قد يبدو جميلًا أن تكون نافعًا للناس، لكن الأجمل أن تكون عادلًا مع نفسك. فالزمن لا يعود، والفرص لا تنتظر، ومن الخطأ أن تجعل من نفسك ممرًا للجميع دون أن تسلك الطريق الذي خُلق لأجلك. ليست البطولة في أن تُرضي الجميع، بل في أن تُحسن إدارة ذاتك ووقتك دون أن تُفرّط في نفسك.   كثيرٌ من الناس وقعوا في فخ “العطاء غير المنضبط”، فتأخروا

Loading

أكمل القراءة

لا تدعهم يغزُون أفكارك

قد نواجه في حياتنا أشخاصًا يُقابلون طموحنا بالخذلان، ويضعون أمامنا العوائق عمدًا، لا لشيء إلا لأن نجاحنا لا يُرضيهم، أو لأنهم يجهلون قيمة ما نحمل من أهداف ورؤى. ربما يسعون لتقييدنا بقرارات تُخدم مصالحهم لا مصالحنا، ويظنون أنهم قادرون على كبح تقدمنا وكتم أصواتنا.   نُصرّ على الوصول، ونُقاوم، فيقابلوننا بالرفض والتجاهل، لكنهم لا يدركون أن أقصى ما يمكنهم منعه هو ما يظهر على السطح، أما عقولنا، فهي المساحة الوحيدة التي لا يستطيع أحد غزوها ما لم نسمح له نحن بذلك.   قد يُحبطوننا، يُعرقلون مبادراتنا، ويُسقطون بعض أفكارنا، لكنهم أبدًا لن يستطيعوا أن يُوقفوا تدفّق الفكر فينا، ولا إشراقة الإبداع في دواخلنا.

Loading

أكمل القراءة

إبداع المحاكاة: تكرار المشاريع بين العجز و الحكمة

يَطرَحُ بعض العاملين تساؤلًا ويحفّه شيءٌ من الحنقِ والأسفِ: لِمَ تتكرَّرُ المشاريعُ العلميةُ والمبادرات المعرفية؟ لماذا نُعيدُ ما بُدِئَ به من قبل ونكرر المكرر؟ وكأنَّ في الاقتداءِ نَقصًا، وفي المُحاكاةِ عَجزًا! أسئلة تترددُ في فضاءاتِ العملِ العلمي، تحمل في طياتها حرصًا ظاهرًا على التجديد، ولكنها تُبطِنُ فهمًا قاصرًا لسننِ الانتشار والتأثير، فالتاريخ ينبِئُ بخلافِ ما يراهُ النَّظرُ العَجُولُ؛ فالحاجةُ ماسَّةٌ إلى مشاريعَ رائدةٍ قابلةٍ للاستنباتِ في أراضٍ جديدة؛ لأن المَقصَدَ الأسمى هو اتِّساعُ دوائرِ الخيرِ وعُمومُ النَّفعِ، لا التفاخرُ بفرادةِ البَصمةِ، أو الاحتفاءُ بسبقٍ شكليٍّ عابر، فالمشاريع الرائدة مناراتٌ تُبنَى على السواحل لتهدي السُّفُن، وليس من المقبول أن نتركَ السواحلَ الأُخرى في ظلامٍ

Loading

أكمل القراءة

الفصلان الدراسيان.. فرصة لتعليم يضع المهارات في المقدمة

أعلنت وزارة التعليم السعودية العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين اعتبارًا من العام 1447/1448هـ (2025/2026م)، بعد أن أثبتت التجربة أن الفصول الثلاثة لم تحقق فارقًا نوعيًا في جودة التعليم أو في مهارات الطالب، بل أضافت أعباءً زمنية ومالية على الأسر، وأرهقت الطلاب دون مردود يوازي الجهد المبذول .   لقد أثبتت التجارب العالمية أن جودة التعليم لا تُقاس بعدد الفصول أو طول العام الدراسي، بل بثراء المحتوى وملاءمته لاحتياجات الحياة وسوق العمل. فوفق تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2025، فإن 39% من المهارات الأساسية في الوظائف ستتغير بحلول عام 2030، مما يجعل امتلاك الطالب لمهارات التفكير التحليلي، والإبداع، والقيادة، والمرونة، والتأثير الاجتماعي أمرًا جوهريًا

Loading

أكمل القراءة

في يقظة العقل وخموده

قد يخطر للمرء أنه ما دام يقرأ، فهو حيّ العقل، نشيط الذهن، يقظ الفكر.   ولكنه ينسى أنه ليس كل تفكير يُحسب تفكيرًا، ولا كل استرجاع للمعاني يُعدّ حياةً للعقل؛ فقد يكون الإنسان آلةً تُعيد تشغيل ما أُدخل فيها من قبل، لا تزيد عليه ولا تنقص، إلا بما تقتضيه العادةُ من الاستهلاك والتكرار.   وقد يمرّ بالإنسان زمان، يرى فيه أن تفكيره، الذي كان حادًا نافذًا، قد أصبح خاملًا مترددًا، لا يستقر على غاية، ولا ينتهي إلى نتيجة؛ فيعود بالتهمة على نفسه ويحملها عبء سلوكه الخاطئ في التفكير، وهي من هذه الحال بريئة كل البراءة.   وعني أخبرك؛ فقد جرّبتُ أن أطالع كتبًا

Loading

أكمل القراءة