وميض القلم 🖊️
الكتابة: من الانفعال إلى التأثير
أجد عند كثيرٍ من الناس صورةً حالمةً عن الكتابة، فطورًا هي الحبيب الذي يبوح له الكاتب بمكنونه، فيدفع عنه الملل، وطورًا هي الأوكسجين الذي يتنفسه حين يضيق صدره بهمومه، فيطرح عنه العلل. ولستُ أماري في منزلة الكتابة من نفوسهم، ولا أرتاب في حقيقة شعورهم، لكنّ هذه الأوصاف التي يسبغونها عليها، وينسبونها إليها، تشيح الطرف عن وظيفتها التواصلية، وحقيقتها الاجتماعية، وما عسى أن تتفتح به أكمامها من الأغراض والثمرات. إنّ الرأي الذي أركن إليه، وأعوّل في حمل القلم عليه، هو أنّ الكتابة وإن كانت فنا وصنعة فإنه لا وزن لها إذا لم تبعث عليها غاية جليلة، ولا قيمة لها إن لم تشتمل على
![]()
![]()
دفاع عن الرواية
حتى الكبار الذين جفّت عواطفهم يأنسون إلى الحكايا والقصص كما يأنس إليها الطفل أو أشد؛ يتبادلون الأخبار ويكررونها في المجالس من غير ملل، كأن في إعادة القصة نوعًا من استعادة الحياة نفسها، وقضاءً لشهوة الروح من داخلها؛ وكأن الكلمة تُعيد ترتيب ما بعثرته الأيام. وشأن الملوك في ذلك معلوم لدى الصغير والكبير من أول الزمان إلى يوم الناس هذا، فما منهم من أحدٍ إلا وله راويةٌ يروي له أو مؤرخٌ يُحدّثه بما كان من قبل، وقل في النساء أضعاف ما تقول في غيرهن؛ فهنّ أحرص الناس على القصص، يتحدثن بها في اللقاءات، ويجدن فيها عزاءً عن الواقع ومتنفسًا عن الكتمان. كل هذا يدل
![]()
![]()
بين الخوف والاحتياج [جدلية النقد والأدب]
تقوم مهمة النقد على تفسير العمل الأدبي للقارئ، لمساعدته على فهمه وتذوقه، وكشف إمكاناته، وبالتالي اتخاذ موقف من هذا العمل. فالناقد لا يقف عند حدود الانطباع العابر أو القراءة السطحية، بل يقوم بعملية منهجية تبدأ بافتراض وجود الأدب كخطاب يحمل قيمة، ثم البحث عن طبيعته وشرحها وإيضاحها، ليُنتج بعد ذلك رأياً يساعد في إدراك أبعاده العميقة، ويُعيد تشكيل العلاقة بين النص وقارئه. وبذلك يصبح الناقد وسيطًا معرفيًا، يكشف المخبوء، ويضيء المعتم، ويمنح النص حياة أخرى خارج حدود مؤلفه قال لي أحدهم: «أعان الله النقاد على أنفسهم، فهم مشغولون بغيرهم دائماً». جعلتني هذه العبارة أتأمل صورة الناقد في عين الأديب: كيف يراه؟ أهو العدو
![]()
![]()
لا تخف من الفكرة.. خف من التردد!
كثيرون يملكون أفكارًا لامعة، وأحلامًا طموحة، ولكنهم يدفنونها تحت ركام الخوف من الفشل. يتمنّون أن يصنعوا منتجًا، أو يطلقوا مشروعًا، أو يؤسسوا علامة تجارية، لكنهم يتوقفون عند أول عتبة: “ماذا لو فشلت؟”. ولكن… هل انتهت حياة أحدٍ لأنه خسر فكرة؟ هل انتهى الطريق لأنه تعثّر؟ أبدًا. بل قد تكون الخسارة أول خطوة نحو الانطلاق الحقيقي. فالفشل لا يعني النهاية، بل يعني أنك بدأت. امضِ قُدمًا… خطط… وابدأ. توكل على الله، وابدأ العمل. الخسارة لن تُقلل من قيمتك، بل سترفع من وعيك وتضيف إلى خبرتك. ستصنع منك إنسانًا أقوى، وتدفعك لإعادة التنظيم، والتطوير، والمراجعة، حتى تُبدع. لا تدع أفكارك تطير مثل فقاعات
![]()
![]()
هل سيتمكن الذكاء الاصطناعي من القضاء على مستقبل الأدباء؟
هل قال أحدهم شيئًا في أحد المجالس يومًا ما لكنه لا يزال عالقًا في ذهنك؟ إذا سألتني فسوف أجيب بـ: الذكاء الاصطناعي أخطر مما نظن.. لم أستطع التوقف عن التفكير بهذه العبارة، أصابني الفضول مصحوبًا ببعض من القلق؛ لأن التقنية بالفعل حلت محل العديد من الأشياء في حياتنا إما بشكل إيجابي أو سلبي، ولبعض هذه الأشياء منافع ومساوئ في الوقت ذاته: التسوق، الدفع، الكتب، اجتماعات العمل، الرسائل، الصحف المليئة بالمقالات، كل هذه الأمثلة التي ذكرتها بالإضافة إلى أخريات أصبحت الكترونية. العالم بشكل عام والتقنية بشكل خاص في تطور مستمر لذا ليس من المستبعد أن تفقد بعض الوظائف الحياتية والعملية قيمتها لأن التقنية تقضي
![]()
![]()
خطرات من قراءة كتاب الخصائص ورصد شيءٍ من خصوصية ابن جني في خصائصه
احلولك ما بيني وبين القلم بعد ودّ مبسوط ووشجية متّصلة واستبد بي الفتور وأقعدني عن الكتابة فأصبحت استثقل حمله وجريه ، فلولا من تحوطني رعايته وتهديني منارته وهو شيخي وأستاذي ” مقبل الدعدي ” وحثّه إياي على الكتابة وقوله لي متمثلا بمثل عامي ( أكمل لحية أبوك ) أي واصل ما ابتدأت به من أمر كتابة المقالات لما تجشمتُ الكتابة ولا لطخت يدي بالمداد ، لأني إذا تغلّبتُ على الفتور طلبني الشتات غرضا له ،وإذا رغبتُ في الكتابة استوحشتْ الفكرةُ عني وتوارتْ في فلاة لايُهتدى بمنارها. فلما اعتزمت الكتابة بعد لأيٍ زامنَ أن شارفت على انتهاء قراءة كتاب ما ناسبَ جعل رحى هذه
![]()
![]()